اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم
اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم
القرآن الكريم لم يُنزل جملة واحدة بل نزل منجما
من اللحظة الأولى لنزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أخذ بعقل وقلب كل من سمعه وكيف لا وهو كلام الله الحكيم، وكما هو معلوم فالقرآن الكريم لم يُنزل جملة واحدة بل نزل منجما أي مجزءا ومفرقا على فترات آيات وسور – لوحات قرآنية – وجمع فى كتاب واحد بعد وفاة النبي فى عهد الخلفاء الراشدين، لذلك فإن اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم.
وسمى بالمصحف لأنه مجموعة من الصحف، وكان هذا العمل بسبب وفاة الكثير من الحفظة فى الفتوحات الإسلامية، وأيضا بسبب اتساع الدولة الإسلامية وحرص الخلفاء الراشدين على أن يكون القرآن الكريم هو الدستور العام للمسلمين فى كل رقعة من الدولة الإسلامية الآخذة فى الاتساع.
فقد أرسل عثمان بن عفان نسخًا من القرآن إلى الأمصار لكى يعرف المسلمون الجدد أوامر ربهم ونواهيه وأحكامه، ويعرفون الحرام والحلال وبذلك وصل إلينا بشكله الحالي كتاب من أول سورة الفاتحة الى نهاية سورة الناس.
والمسلمون يقدسون كتاب الله، وكثير منهم يحفظه عن ظهر قلب، ولكن شكل المصحف الحالي لم يعد مصدر جذب للجديد من المسلمين لكونه كتاب ويتحجج البعض بأنه نص طويل ويحتاج وقت طويل لاستيعابه وحفظه،
كما أن شرحه كاملا وتأويل معانيه يحتاج الى تعمق ودراسة ومتخصصين، فربما انصرف عنه البعض لذلك السبب، ولهذا فإن اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم.
اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم
ومن الضروري في هذا الوقت أن نعود إلى الصورة الأولى التى نزل عليها وهى أجزاء قصيرة منه -اللوحات القرآنية – وربما كان ذلك حكمة من الله تعالى فى النزول، فالقليل من السور نزلت كاملة وكانت تكتب هذه اللوحات فى الرقاع واللخاف والعسب والأكتاف، وهي الوسيلة التي كانت متاحة فى ذلك الوقت للكتابة والحفظ، وشتان بين ذلك ووقتنا المعاصر فنحن نملك وسائل حديثة ولابد لنا من استخدامها لكى نصل الى الهدف المطلوب – نشر القرآن – مع المحافظة على قدسية النص وشرف المحتوى.
مواصفات اللوحة القرآنية لكى تؤدى الدور المطلوب منها:
1- جمال الخط
2- الاختصار
3- الثبات فى الذهن
جمال الخط
المصاحف الموجودة بين أيدينا مكتوبة بخط النسخ وهو يختلف عن باقى الخطوط لأنه أولا يكتب على أسطر وهذا يحافظ على ترتيب النص لأننا مطالبون بذلك فلا كلمة تسبق كلمة ولا حرف يتأخر عن حرف، وأيضا خط النسخ يقبل علامات التشكيل وهى توضح الكلمة المقصودة تماما، والجميع يعلم أنه أذا اختلف التشكيل اختلف المعنى، والخطأ غير مقبول مع كلام الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقد تبارى الخطاطون علم مر العصور فى وضع قواعد وقياسات جمالية للحروف العربية حتى أصبحت لقواعد الخط العربى معايير محددة يعلمها تماما الخطاطون ويحافظون عليها ويعلمونها لراغبى التعلم لهذا الدرب من الفنون.
وبتوفيق من الله تم ابتكار طريقة Abdo Calligraphy وهي طريقة حاسوبية وغير مسبوقة لمحاكاة الخطاط محاكاة تامة واحترافية، مع المحافظة على القواعد والجماليات ووإضافة بعض التحسينات التي تزيد الخط جمالا ورونقا وانسيابية، واستخدمنا هذه الطريقة فى كتابة مصحف مصر وهو الخط المستخدم في تصميم لوحات قرآنية في أكبر موقع لوحات قرآنية على شبكة الإنترنت Quran-HD
واستخدام الكمبيوتر فى الكتابة يواكب العصر الحديث لسرعة التنفيذ والدقة العالية وثبات الشكل، وهذا يساعد على زيادة الانتشار كما أن وسائل التواصل الاجتماعي الحالية فى حاجة ماسة وضرورية لهذا النوع من الحداثة، ويد الخطاط لا تفى بهذا الغرض من دقة وجودة عالية.
الاختصار
كلما كانت اللوحة مختصرة كلما كان أفضل بالنسبة للمشاهد فتكون أكثر ثباتا فى الذهن وربما لاقت كلمات اللوحة غرضا فى نفس المشاهد.
ولا ننسى أن الإنسان المعاصر ربما لا يكون لديه الوقت الكافى، فمشاغل الحياة وتسارعها قد يعوقانه عن قراءة صفحات عديدة، فغالبا ليس لديه إلا وقت قصير، واللوحات المختصرة هى خير وسيلة للوصول الى الهدف المرجو،
وآيات القرآن الكريم مليئة بالحكم والعبر والأحكام والفرائض والقصص فهو تبيانا لكل شئ وآياته التى تبلغ 6236 يمكن أن نكتب أضعاف أضعاف هذا العدد كلوحات قرآنية، فالأية الواحدة يمكن كتابة عدة لوحات منها كما يمكن كتابة اللوحة الواحدة بأكثر من شكل ويمكن التركيز فى كل لوحة على المطلوب توضيحه وتمييزه بقياسات مختلفة أو ألوان مختلفة حتى نحقق ما نأمل.
وعند تعليم النشء القرآن الكريم نبدأ بالسور القصيرة حتى يتم ثباتها فى الذهن وذلك لاختصار كلماتها، فما المانع من استخدام هذه الطريقة مع الكبار أيضا، وهى مجربة قبل ذلك فكما قلنا سابقا أن القرآن الكريم نزل هكذا على أجزاء وكان الاختصار مناسبا باعتبار أنه جديد عليهم، وقد نجحت هذه التجربة والدليل واضح.
وهنا أذكر حادثة هامة يعرفها الجميع تبين أنه من الممكن أن تؤدى آية واحدة عند ذكرها الى موقف معين.
وهو قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّها النَّاسُ مَن كان منكم يعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات ومَن كان يعبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ قال اللهُ تبارَك وتعالى :وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ، قال الراوي : واللهِ لَكأنَّ النَّاسَ لم يكونوا يعلَمونَ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا أنزَل هذه الآيةَ إلَّا حينَ تلاها أبو بكرٍ فتلقَّاها منه النَّاسُ كلُّهم فلَمْ تسمَعْ بشَرًا إلَّا يتلوها.
فانظر إلى أثر اللوحة القرآنية فى جلاء الفهم ووضوحه واستيفاء المطلوب وتحقيق الغرض، لذلك نأكد أن اللوحات القرآنية وسيلة إعلامية فعالة لنشر القرآن الكريم.
الثبات فى الذهن
هو الغرض الأساسى من اللوحة القرآنية لجذب المشاهد، وله عدة عوامل منها:
طريقة تصميم شكل اللوحة.
ودرجات الألوان، وهي عامل قوى جدًا للمزيد من الجذب فلابد من تناسق الألوان التى تريح العين وتركز فى الذهن.
وإذا كان هناك صور توضيحية مصاحبة فلابد ان تكون اللوحة ملتزمة بشكل يحافظ على قدسية النص.
مع الأخذ فى الاعتبار قواعد الخط العربى والتنسيق بين مسافات كلمات اللوحة لتكمل الشكل الجمالى.
كتبه أمين مسلم